أمك اللى جايبهالك .. الجزء التانى

أمك اللى جايبهالك .. الجزء التانى

26.6.14

هات الرخصة من البلاعة

سؤال ع السريع :  تفتكر لو حضرتك شاب مقبل على الحياة, أول مرة تطلع برة المدرسة والكلية والبيت والمجتمع الصغير بتاعك , وفرحان قوى بأول كام يوم فى الـ 18 سنة. قررت فى يوم تلبس أحسن لبس ونظارة شمس وجزمة جديدة وفرحان قوى  وتلاقى نفسك نطيت فى أول بلاعة  مجارى تقالبك.. هتطلع رخصة ؟؟ .. هنرجع للسؤال ده بعدين

كل سنة وانت طيب, انت دلوقتى تميت 18 سنة وعايز تطلع رخصة.  فيه اختبار نظرى على الكمبيوتر له كتاب هتشتريه من المرور وفيه اختبار عملى..

أما الاختبار النظرى هو اللى كان مؤثر فى حياتى؛ أول فكرة جات فى بالى عن الاختبار النظرى كان انى أعدى سباق Need For Speed . للأسف ما كانش كده, جبت الكتاب وحسيت ان الموضوع سهل مبدئياً,  إيه يعنى لما أقرا الكتاب وأدخل أمتحن فيه, هيبقى أصعب من الفيزياء مثلاً ؟! شوية قوانين للمرور على شوية علامة طرق وتعليمات - لو اتقرت بس مش اتحفظت هتقلل بلاوى كتير - .. كلام سهل.  رحت المرور ودفعت الرسوم, وقاعد مستنى دورى عشان أدخل أمتحن...

قاعد مستنى دورى فى امتحان الكمبيوتر معايا الكتاب بتاع المرور, بأفر فيه بمبدأ المدرسة (يمكن اللى تقراه دلوقتى تلاقيه فى الامتحان) ..  ثــانية واحدة؛ سيبك من الكتاب اللى أنا مشغول فيه ده لحظة وبص حواليا كده , بص فى وشوش الناس المستغربة اللى انا باعمله كأنى باتحرش بالكتاب أو ماسك كتاب شمال .. للحظة شكيت فى نفسى, ومش مستوعب هما مركزين معايا ليه, حسيت إنى أغبى إنسان فى الوجود من الدايرة اللى بتتفرج عليا ! كنت باسمع  ضحكات استهزاء على وزن ضحكة أحمد زكى وهو بيقول "أبوك هيسيب البيت يا معلم سلطان .. هاهاهاهاهاى" .. احتقار مش مبرر؛ انت بتتعلم ؟! هى محتاجة يابنى؟! (بطريقة الفهلوية وهما بيشيشوا) هو انت هترجع عيل تانى وتذاكر ؟! تعرف رشا ؟؟ .. هتحل لك الامتحان وتاخد الرخصة وخلاص, انت غريب قوى !

والرد ببراءة الأجنبى اللى أول مرة ييجى مصر طب لما تاخد الرخصة من غير ما تعرف الكلام ده وتسوق ؟! مش ممكن تعمل حادثة لأسباب تافهة بس انت مش بتكون عارفها .. يا عم ربنا بيسترها ..طيب حتى عشان تعرف القوانين وما تاخدش مخالفة .. هما بيبصوا على إيه؟ مش هو الحزام يعنى ؟!! لما تيجى لجنة هبقى أربطه, وبعدين هنصرف حالنا ؟! انت لسه صغير ما تعرفش حاجة .. ويمكن ده الجملة الوحيدة اللى حسيت إن لها معنى ..

فى النهاية هتكتشف إن الجدال لا جدوى منه وهتفتكر الأقوال المأثورة كلها عن الجهل وهتلاقيها بتنطبق على الواقع كأنهم بيدرسوها وبياخدوا فيها شهادات بامتياز, وهتلاقى كتير من اللى حوليك كده, يا جاهل ومستنى رشا, يا رشا نفسها وجوزها مهم ومش هينفع تستنى لما ييجى دورها. الغريب إنك هتلاقى ناس بتفهم ومتعلمة وشكلها محترم بس كل واحد بيتصرف بطريقته وكل الطرق متاحة, باستثناء الطريق الطبيعية هتحس ساعتها إن الجوكر كان عنده حق فى فيلم باتمان .

ما تقلقش يابنى هييجى اليوم اللى ربنا هيكرمك فيه وييجى دورك ..  نده الأمين على اسمى أنا وكذا واحد, دخلنا أوضة وقعدت قدام كمبيوتر, الامتحان عبارة عن اختيارات لها وقت, تكتب رقم الاختيار اللى انت شايفه صحيح والنجاح من 80% على ما اذكر, عادى يعنى .. المشكلة انك هتلاقى نفس الكائن الرخم اللى انت سيبته برا قاعد جانبك مستنى دوره, لكنه مش بس بيستنى لكنه بيشاركك كأنه بيتفرج على ماتش بلاستيشن .. عادى يعنى :/  حاولت أنساه واندمجت فى الاختبار وبدأت أجاوب ولسه هحط إيده على الرقم اللى اختارته لاقيت المشجع اللى على يميني بيقول حـــــاسب .. لأ لأ لألألأ .. مش هى ده ..لاقيته بعدها بكام سؤال, اتضايق قوى وبيقول لي يا عم انت قلبت ليه ؟؟ مالحقتش أقرا السؤال .. يا عم ده أنا اللى بامتحن ! .. سكت لحظة افتكر فيها الحقيقة بس قال لى طب ما انا بساعدك (مع نظرة خبرة من الراجل اللى جده شارك فى لجنة وضع قوانين المرور) بس رجع ونسى تانى لدرجة انه اتفضل واختار لى الاجابة (بنفسه).

 الامتحان خلص, وانا ماعديتش, بس اللى كان معايا عدا عشان يعرف رشا !

وهو ده السؤال اللى فى الاول, انت طالع من بيتك ومدرستك وجامعتك, عايش فى عالم نضيف إلى حد ما, مقفول عليك, لما تخرج بنضافتك ده من العالم ده للعالم ده, هتطلع رخصة ؟

عمر الشريف